انتظر و انتصف النهار
				
ثم انتظر لليوم الثاني
				
و الثالث و الرابع
				
..و حتى اليوم العاشر
				
ثم اكتشف سر الغياب
				
هنــــالك فقط عرف
				
أن الأمر به مصاب
				
و الجرح بها غائر
				
لا يرجى منه شفاء
				
 
و علم تخمينا
				
أن قرار الهجر
				
كان من جانب واحـــد
				
قرار في لحظة غضب
				
و حزن و عتاب
				
و كرامة ثائرة
				
ليته بها شعر
				
قبل أن تأخذ القرار
				
و تنفذه دون أن تشاور
				
طرفي الحوار
				
 
لم يكن أمامها اختيار 
				
سوى الانسحاب
				
و صدرت الأوامر
				
تنسحب قوات حفظ الســـلام
				
و تنطفئ أنوار برج المراقبة
				
و تغادر الجيوش المنطـقة
				
بعد انتهاء الدور المطلوب 
				
و اكتمال المهمة الشــــاقة
				
 
مضى زمن الاستعمار
				
فقد تأكد للقائد أن الشعب قادر
				
على مواجهة الأخطار
				
و على علم كامل بفنون القتال
				
...و الدفاع و الهجوم 
				
و ركوب الأهوال 
				
 
فلا حاجة إذن للحائط الحامي
				
الحائط المائل
				
حصن الدفاع
				
من يرتكن إليه التائهون
				
و الهاربون من شمس الحياة
				
 
و لا يمكن أبدا لهذا الحائط
				
أن يكون في واجهة المدينة
				
لأنه مائل مكانه في الخلف
				
 
مائل حقا
				
لكنه قد ينفع يوما
				
في آخر المطاف
				
حين تنصرف الأمنيات
				
و تسد الطرقات
				
 
و لو ضحكت الدنيا
				
يُهمل الحائط  و تبدو جليا
				
شروخه واضحة للعيـــان
				
و يكون مصـــيره الهوان
				
أليس مـــائلا؟
فليسقط الآن...
				
				 
 
 
 
 المشاركات
المشاركات
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق