الجمعة، 26 نوفمبر 2010

عدل و مقلوب

غرزة عدل و غرزة مقلوب

و الســطر يليه آخر مكتوب


تتابع منظم و شكل محبوب


العدل سنابل قمح


رمز الخير المنثور


و المقلوب موج بحر ممدود


سفينة تبحر في عالم الغيب


و السطر فوق السطر


أيام من العمر تكون


مثل كل شيء في الحياة


له وجهان ظاهر و مكنون


و الضفائر من تداخل


أمام و خلف و بين السطور


و الخيوط محتارة بينها


أي شكل و أي لون




و النتيجة كتلة رخوة


من دفء و حنين


تضم بين سطورها رحمة


و تضم إحساس دفين


بالاحتواء و المسئولية


و الإيثار بدون حدود




لكل ابن و لكل ابنه


نصيب مفروض


عدد واحد قطعة


بيد الأم منسوجة


ممزوجة بالرحيق


و ملمس يدها الرقيق


قطعة من أيام العمر


و فكر عميق أثناء الغزل


و دعاء له بأجمل قول


و حب و ذكرى تدوم




كل غرزة رمز


و دليل لحنان الأم


لكل طفل قطعة تخصه


كأنها سميت باسمه


و لو توارثتها أجيال


و مر عليها عصور


إنها له هو ...


و الإهداء محفور


في قلب الأم:


إلى أغلى الأحباب


قبل أن تصبح الذكرى سرابا


و تنسى بُنىَ أيــــــــام الصبا


و الأمان في ظلال الأسرة




أذكرك ولدى أنني في يوم


بل شهور و أزمـــــــــــان


اقتطعت من جهدي و عمري


كي أهبك غطاءً يحميك


من غدر الأيام


و عيون اللئام


و برد الخوف


و أطياف المجهول




قبل أن تسقط الشجرة


بفعل الرياح أو فعل فاعل


أو بسبب الزمن و الكبر


تهبك هذى الشجرة


أجمل أوراقها...


و أحسنها لونا و عطرا


تتزين بثمار نضـــــرة


كي تنبت في قلبك بذرة


للحب و خيوط الرقة


لتنال حيــــــاة أرقى