و الســطر يليه آخر مكتوب
تتابع منظم و شكل محبوب
العدل سنابل قمح
رمز الخير المنثور
و المقلوب موج بحر ممدود
سفينة تبحر في عالم الغيب
و السطر فوق السطر
أيام من العمر تكون
مثل كل شيء في الحياة
له وجهان ظاهر و مكنون
و الضفائر من تداخل
أمام و خلف و بين السطور
و الخيوط محتارة بينها
أي شكل و أي لون
و النتيجة كتلة رخوة
من دفء و حنين
تضم بين سطورها رحمة
و تضم إحساس دفين
بالاحتواء و المسئولية
و الإيثار بدون حدود
لكل ابن و لكل ابنه
نصيب مفروض
عدد واحد قطعة
بيد الأم منسوجة
ممزوجة بالرحيق
و ملمس يدها الرقيق
قطعة من أيام العمر
و فكر عميق أثناء الغزل
و دعاء له بأجمل قول
و حب و ذكرى تدوم
كل غرزة رمز
و دليل لحنان الأم
لكل طفل قطعة تخصه
كأنها سميت باسمه
و لو توارثتها أجيال
و مر عليها عصور
إنها له هو ...
و الإهداء محفور
في قلب الأم:
إلى أغلى الأحباب
قبل أن تصبح الذكرى سرابا
و تنسى بُنىَ أيــــــــام الصبا
و الأمان في ظلال الأسرة
أذكرك ولدى أنني في يوم
بل شهور و أزمـــــــــــان
اقتطعت من جهدي و عمري
كي أهبك غطاءً يحميك
من غدر الأيام
و عيون اللئام
و برد الخوف
و أطياف المجهول
قبل أن تسقط الشجرة
بفعل الرياح أو فعل فاعل
أو بسبب الزمن و الكبر
تهبك هذى الشجرة
أجمل أوراقها...
و أحسنها لونا و عطرا
تتزين بثمار نضـــــرة
كي تنبت في قلبك بذرة
للحب و خيوط الرقة
لتنال حيــــــاة أرقى