الجمعة، 17 سبتمبر 2010

زهرة الخشخاش


يا ســــــارقا فني

في إطاري ذرني

ماذا تريـــد منى؟

هيا ابتعــــد عني


بالسكين قطـعوا حوافي

ثم لفوني على خـــوف

لفوني بســرعة وقسوة

تساقطت ذرات لـــونى

تشققت أحشــــاء بطني

عزلوني عن العيـــــــون

كيف يعيش عشاقي بعدى


بقى من اللوحة إطارٌ خشب
إطارٌ تعيس يثير العجب
وحيد على شكل صليب
فارغ بين التحف غريب

حبسوا لأجلى هذا و ذاك
و هم في الذنب شركاء
أكثروا معهم الاستجواب
و شددوا عليهم العقـــاب
ثم تركوا السارق يمرح !
و الكل يستحق الضياع
كما ضيعوا عمري

لفوني كأي لوحة
و أنا عليهم ملكة
كم أنا مجروحة!
كيف أرجع قصري؟

فارقتهم و لست عليهم عزيزة

إلى هناك.. حيث الكل يقدرني

يسهرون الليل ..يتفاوضون لأجلى

يشعرونني بالمجد الأزلي

وحدي أتساءل...
هل يكون مصيري القطع؟
كمصير رسامي قاطع أذنه
في لحظة يأس و حزن..
أين حوافي التي تحملني؟
و تحميني من غدر زمني
سرقوني مرتين فزاد جنوني
ألا يوجد في الفن غيري؟


عندما كنت صغيرة

مهملة مغمورة

لم يلتفت إلى أحد

و عاش صاحبي بائسا فقيرا

تركني و الحياة بطلقة مميتة

فدمعت عيوني وعشت يتيمة

تفرقت و إخوتي في البلاد البعيدة

و جئت مصـــــــــر فكنت سعيدة

فهل يكون الذبح الجزاء؟

و أنا الآن عجوز شمطاء

مشدود جلدي..سريعة التلف

لا أتحمل الــــهوان و العنف

أنا لست سلعة تباع و تشترى

و لا ثروة تورث و تقتسم

أنا الرقة و جمال يذوب

بين رموش الناظرين

ينســـــاب في عذوبة

أنا البرهان على المواهب

أبهر العيون و أسعد القلب

يا صاحبي ..يا شارينى
يا سارقي.. ترفق بى
عزيز القوم أبدا لن يهون
و لو أغمضوا عنى العيون
و تركوني في الظل مكنونة

يا عاشقي لا تنس أسراري
عذراً لا تلمني على الهجر
فأنا مثلك لم أختر مصيري

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

شرائط لاصقة

زجاج المرآة المستطيل

به خطــــــوط متقاطعة

ثلاثة خطوط و مثلث صغير

يراهــــــا من للمرآة نـــاظر

من الأمـــام أو عند الجانبين

من مسافة قريبة أو من بعيد


 

و العلاج المؤقت لمأساة المرآة

و لكيلا ينقض البنيان

و يسقط ما تبقى منها

الشريط اللاصق فوق مسار الشروخ

تتماســــك الأجزاء و تسوء الصورة


 

المرآة كــــادت تنكسر

و لو كسرت لاستبدلت

لكنها ظلت مشــــروخة

تعكس صـورا ممسوخة


 

و هل للنفس المكسورة جبرٌ؟

أين من يصلحها؟

و من يعالج الكسر؟

التفت حولها ألف متر

من الشرائط اللاصقة

و لا تزال الأجزاء عالقة

فلم تنطبق أشلاؤها

و لم تعكس صورة نقية

مثلما كانت سابقا


 

لتلك المرآة فــائدة واحدة

أنها على الأحداث شاهدة

على فوت سعادة

و تحطم أفئـــــدة


 

كان الفرح فينا كامنا

ثم تزلزلت الأركان

فانهارت أحلامنا

و قالت السعادة بصدق

أنا لست عائدة

فأنا أدخل البيوت مرة

إن وجدت منهم حفاوة

جعلت بيتهم قصرا

و إن حفظني الأصحاب

كنت لهم زخرا

و لو هنت عليهم

غادرتهم فورا


 

و بعد الزلزال تعلموا درسا

لا تبنوا بيوتا إسمنتية

هي قوية اسما

لكنها عند الانهيار

تؤذى بلا رحمة

فلتكن البيوت كرتونية

هشة و خفيفة

لكنها تتحمل الزلازل

و تلك هي البدائل

لا اختيار أفضل

فهو أقل الخسائر