السبت، 12 مارس 2016

الأمنية المستحيلة


ألا كل حب سوى الأم زائل

و كل بناء بعدها مائل

و كل ذى لب يبر أمه

هنيئا له فهو لرضاها نائل

قبل أن يطوى الردى جبينها الوضاء

و يختفى حسنها و تجدب الفيحاء

و تنقطع دعوات قلب مشفق

و يخبو صوت أم لربها تتبتل

فتنتهى آخر قطرة فى بحرها الرائق

كان دوما عطاؤها يتواصل

 

ألا ليت شعرى هل أراكِ ثوان

أم أغمض عينى و أرخى جفونى

هل لى بلقاء يجمعنا معا

بعد أن كان منى القلب رؤيتك

و القرب منك و تقبيل يدك

حال بيننا برزخ و حوائل

 

و كل قلب بعد قلب الأم خادع

مهما تظاهر و أقسم القائل

أن حبه فاق حب الورى

لكن الأيام تجيب السائل

عن الحقيقة و القول الفاصل

أن الحب الحق من الأم نابع

                                                  

و انطفأت شمعة الأفراح عندى

سكبت الدموع لم تشف لوعتى

تكاثر الأعداء بعد أن غاب الصديق

و برزت أنياب وحش طليق

أحاط بنا و سد الطريق

 

لو تعلمين ما حل بنا

انغرست فى الطين أقدامنا

و جرحتها الأشواك فدمت

بعدما كنا فى مكان حصين

حدقت عيون الشر صوبنا

و نالت سهام الظلم منا ما طالت

 

تجرأت علينا نفوس ذليلة

لولا ذهابك ما تربصت بنا

و لا لعابها طمعا بنا قد سالا

يهاجم الذئب الغزال الشارد

و يهابها إن كانت فى جماعة

ها قد علا صوته تبجحا و خبالا

بعدما كان لوجودك مرتاعا

 

من سيبلغك شوقنا و حبنا

من ينبئك أن الحسرة ساكنة

أعاصير الندم قد حطمت أبدانا

هل تعلمين أمنا أننا

يسقط منا الدمع فلا نجد من يكفكف

فلا يدا حانية و لا بسمة تخفف

و تأتى أسباب السعادة و لسنا بها نشعر

لحظات النجاح لا طعم لها

فما معناها إن لم تشاركينا المشاعر

 

دقت الذكريات شغاف قلبى الآسف

و سردت أحداثا مضت و لطائف

لعلها تطمئن نفس كسير خائف

دعوت دمعى المتحجر أن انطلق

فى  لحظة صمت أويت إلى نفسى

اكتم الأحزان كى لا تتضاعف