الخميس، 23 فبراير 2012

عندما يأتى الربيع


عندما يأتي الربيع

هل ستظل غيوم الشتاء في قلوبنا؟

تمنع شعاع النور من الوصول إلينا

تحمَلنا الشتاء على أمل أن يأتي الربيع

و لما أتى رفض أن يفارقنا الصقيع


هل ستغسل قطرات الندى

دماء الشتاء و جروحه النافذة

و تداوى ما جف من أشجارنا

سيجمع الربيع الأوراق المتساقطة


تفتحت الأزهار في الحديقة

و تحركت ورود البطاطين الحمراء

المعلقة في الشرفات العتيقة

كي تستمد من الشمس دفء الألوان

و تنتشي طبقاتها السميكة

قبل أن يطويها النسيان


ضحكات الزهور و غناء الطير المرح..

هل ستنسينا رعد الشتاء و صفير الرياح؟

نسمات الهواء التي يخالطها الدفء البعيد

هل تدفعنا للخروج من جحورنا؟

التي سكناها من شهور

هل سنترك زجاج النوافذ

لنرى الحياة بدون حائل؟


عندما يأتي الربيع

لي في كل يوم ذكرى

عندما و عندما و عندما

عندما كانت لي حياة

مثل باقي المخلوقات

استيقظ.. اخطط.. أنفذ..

اتعب.. أعود.. أستريح

لحظة الراحة بعد العناء

أجمل من راحة ألف عام


عندما يأتي الربيع...

أنشر الملابس و لا أخشى غدر الأمطار

ارتدى أبهى الثياب

لا أهاب قرص النحل الطيار

أجمع الملابس الثقيلة الداكنة

الصوفية الخشنة

و أجعلها كرة واحدة و أقذفها في الهواء

أو أدفنها تحت الأرض

حتى تضطرني الأيام للبحث عنها

للهروب من قسوة البرد


سوف أحلم أحلاما ملونة

تمتزج فيها الأماني بالخيال

و لن أخشى أن ينتهي الحلم

قبل أن اصدق أنه حقيقة

و أعيشه كأنه واقع لا محال

لا أخشى أن ينتهي الحلم

قبل أن أتحدث و أقول ما أريد

بكل حرية و تجديد

ليس في الأحلام قيود

إلا الزمن المحدود


و لن أحزن إذا عم التراب

مع التراب تأتى البــــــــذور

و تولد براعم و تنتثر حبوب

و إن أرمد العيون يوما

فقد يمنع رؤية العيوب

قد تحمل ذراته أسباب الحياة

ليس الشر شرا خالصا

ربما تخلله النماء


الاثنين، 20 فبراير 2012

لو توقف!


صادف الحب قلبــاً خاوياً فتمكنا

صورة المحبوب في كل الأمكنة

أطـــال الحديث معها فهوى

لم يعلم أنه في الحيرة هوى


لو توقف مــــــــرة و احتمى

بصوت العقل و قول الحكمة

لكان اليوم أشـــــــــــد صلابة

و لم يرهق نفسه لوما و عتابا


آلآن يبحث عن ســـــــــــلامة؟

و الفرار منها و مـسـح العلامة

علامة العشق كالوشم مرسومة

ثابتةٌ لا تذهب.. إنــــــها مقيمة


و إن مضت سنــــــون العمر تباعا

لن تهدأ بحور الشوق سيبقى ملتاعا

و تبقى أحلامــــه في الكون مشاعا

فكيف ينجــــو و ينســـــــج شراعا


و هل يكفيه من المحــــب استماعا

ألن تضحك عينه وعينها اجتـماعا

و يقول للهم اذهب وداعـاً

فأيام العمر تجرى سراعاً


الأربعاء، 15 فبراير 2012

لا تقل ماذا فعلت


لا تقل ماذا فعلت

و إن كل الناس جحدت

ذو الفضل يأبى و إن ظُلِم

أن يقول المكرمات

إن تقدم فالله يرى

و الفضل من الله آت

و كفى به من دون الكل يعلم

و كفى بنصر الله عونا للأيام


اعتدت دوما أن ألوذ بالصمت

و إن جاءت يد الكلام بالسوط

أقف أمام رياح الظلم صلبة

لا تهتز أوصالي قط


عندما تحدثت عنى و قلت

أعطيها و أقدم لها.. و لا أنال

و قلت أنك تهديني الكثيرا

و تنتظر.. ثم لا تلقى منى الجزاء

صدمتني كلماتك الكسيرة

أهكذا تراني صفر العطاء؟

إن كنت قلته فأنت لا تعلم

و لن تعلم ..ستبقى و الجهل سواء

من لا يرى الشمس حقا

فلا يستحق الدفء و الضياء

نور الشمس يعرف لا ينكر

و دليلٌ عليه رؤية الأشياء


لن أواجه و أرد

و أحلل المواقف و أفند

فكل شيء عندي محدد

ما أفعله من أجلك تبدد

و لن أذكر ما قدمت اليد

و لن أقول وداعا و أهدد

لكن اجعل ضميرك السيد

و تذكر الماضي و استعرض

كيف كنا و كيف كان التودد

و كيف تحملنا عنكم السهد

كان في أيام العسرة يشتد

تحملنا ثورتكم و الإعراض

وقت الفرح و وقت المرض

و كنت بيننا في خير يتجدد

لن تشعر به إلا عندما تفقد

و الله من وراءك يشهد

فليس المعروف دينا يسدد