عينان كانتا تبصران
قبل القصف
عينان كانتا تبتسمان
فوق الوصف
الآن تصرخان
لما العنف؟
انضمت صاحبة العينين
الطفلة
الوليدة
قبل أن تتعلم الحبو
قبل أن ترى الدنيا
بعين اليقين
انضمت لعالم العميان
الأسود
المظلم
لم يبق فيها
سوى فم
بعدما التف الشاش
الأبيض
حول العينين
لم يبق فيها
سوى فم
يصرخ ألما
يأبى طعما
تحملها أختها
بائسة أخرى
بكت الأرض..رق الحجر
ضحك الزعيم بنشوة الظفر
بدأت الهدنة
انتهى القصف
قدموا المعذرة
فقد أخطأ الهدف
..
بعد أن دكت الدبابة
...بيوت البراءة
و اكتست الطفلة
برداء الخوف
لهف قلبى طفلتى
لهف قلبى
ماذا جنيتى يا ابنتى
فيما أثمتى
حطموا مهدك
دمروا دميتك
و سدوا بقسوة
للسعادة سبلك
ببرود الزعماء
يتفاوضون
يتجادلون
يمكرون
و الطفلة لا تبصر
و يعيدون الكرة
مرة تتلوها مرة
تتعالى أصوات حرة
تنساب الدماءُ نهرا
و يزيد الطغيان قهرا
و صورة تلك الطفلة
تصبح خبرا في نشرة
....
ثم انتهت الحرب
و لم تبصر الطفلة