الأربعاء، 28 أبريل 2010

كانتا تبصرتان



عينان كانتا تبصران


قبل القصف


عينان كانتا تبتسمان


فوق الوصف


الآن تصرخان


لما العنف؟




انضمت صاحبة العينين


الطفلة


الوليدة


قبل أن تتعلم الحبو


قبل أن ترى الدنيا


بعين اليقين


انضمت لعالم العميان


الأسود


المظلم


لم يبق فيها


سوى فم


بعدما التف الشاش


الأبيض


حول العينين


لم يبق فيها


سوى فم


يصرخ ألما


يأبى طعما


تحملها أختها


بائسة أخرى


بكت الأرض..رق الحجر


ضحك الزعيم بنشوة الظفر




بدأت الهدنة


انتهى القصف


قدموا المعذرة


فقد أخطأ الهدف


..


بعد أن دكت الدبابة


...بيوت البراءة


و اكتست الطفلة


برداء الخوف




لهف قلبى طفلتى


لهف قلبى


ماذا جنيتى يا ابنتى


فيما أثمتى


حطموا مهدك


دمروا دميتك


و سدوا بقسوة


للسعادة سبلك




ببرود الزعماء


يتفاوضون


يتجادلون


يمكرون


و الطفلة لا تبصر




و يعيدون الكرة


مرة تتلوها مرة


تتعالى أصوات حرة


تنساب الدماءُ نهرا


و يزيد الطغيان قهرا




و صورة تلك الطفلة


تصبح خبرا في نشرة


....


ثم انتهت الحرب


و لم تبصر الطفلة

الخميس، 22 أبريل 2010

كيف نرجو حضارة؟


شرائح البصل تتساقط


دوائر قرمزية ذات روائح نفاذة


دموعي تتساقط بإرادتي و رغماً عنى




تنتظرها قطرات الزيت الساخن


تفور و تتقافز قطع البصل


ثم تهدأ و تتحول


تلك الروائح المبكية


إلى وجبة شهية



كيف نرجو حضارة


و ما زالت النساء الممتلئات


ينادين على بائع الكرنب


و هن فى البيوت ساكنات


لا يحركن سوى أصابعهن


لعمل اللفائف بالوريقات


ويحركن ألسنتهن بالسوء


لتخوض سيرة الناس


إنه عالم عجيب....




يتقن اللف بلطافة


و يحرصن كل الحرص


ألا تتساقط حبات الأرز


خارج اللفافة


لا يهمهن جبال الذنوب


من تراب النميمة


...., و تناثر العيوب




تتراص القطع فى الإناء


في هندسة محكمة البناء


كم أمضين من الوقت


كم بذلن من جهد


لعمل تلك اللفائف


و نسج الحكى و الدسائس


و قص السير و اللطائف




عند الشراء ..


يفاصلن و يجادلن


ما أشد دهائهن


نجحن في تخفيض الثمن


جنيهاً أو جنيهين


لينفقنه في شراء السمن


أو دقيق العجن


ليزداد امتلاؤهن


و تزداد عقولهن خواء


كيف يرجون الارتقاء؟


و هم يقدسون الطعام..


برهان الكرم في الولائم


و علامة الحب و الهيام


أبعد كل هذا..


لا زلنا نرجو حضارة؟

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

موزاييك



أطباق مكسورة


لا تصلح إلا لعمل الموزاييك


كلمات منثورة


يرسمها خداع صديق


إن كانت الكلمات مرصوصة


فهي حطام لكلام سليم




أنين أيامٍ لم تخلص لأحد اثنين


كانا يسيران معا في الدرب الطويل


أحدهما يحمل مشعلا


و مع الآخر فأس متين


يزيح التراب و شر الطريق


و يمحو الشظايا و الأذى المستتر


قرر حامل المشعل ترك المسير


و ترك الآخر للظلمة أسير


أيقف أم يمشى ببطء شديد


أيجرى و يسقط في بئر مكيد


أين الضياء و أين الدليل؟




و هل تقام الأفراح إلا على حطام سنين؟


أحسن حقيقي أم إخفاء لوجه حزين؟


من مخزن الألفاظ يلتقط كلمة


من مخزن المشاعر يختار لمسة


أصبح يكرر ما قال و أمسى




كلمة تاهت معانيها بين صفحات المعاجم


كلمة لم يبق فيها غير شكـــــــــــل دائم


لا خــير فى لفــظ كله أحرُف


خالٍ من الصدق مكرر أجوف


ليذهب بعيدا إلى حيث يذهب...

السبت، 17 أبريل 2010

كلمات مستعارة

سمعتها من قبل تلك الكلمات

رأيتها من بُعد تلك الهمسات

توجَهَت إليها هذه المرة

أخطأت عنواني و أصابتها

كلمات جميلة ليست لى

نفس المتحدث و نفس الكلمات

لكن المستمع اختلف


 

فى زمن الخداع تعدد الانتشار

و ارتدت الكلمات قناع المجاملات

و الحقيقة حب النفس و الاشتهار


 

انتقى أرق كلماتى

من بستان ألفاظى

و كون جملا براقة

زين بها من الأزهار باقة

غلفها لها بأشعار رقيقة

لف حولها شريطا حريرا

و نسج كفنا لرفاتى


 

ما أقسى الشعراء بكلماتهم الوضاءة

يلعبون بها فى قلوب العباد

يقذفونها سهاما فى كل واد

يقتنصون بها اعجابا

و إشادة من هذه و تلك

يترك السهم في قلوبهن علامة

هى أشد من السيف ايلاما

الأربعاء، 7 أبريل 2010

تذكرتا سفر



تذكرتا سفر أمامي
مقعدان متجاوران
رقمان متتاليان
نفسان متحابتان
إلى أرض الذكريات
صفحات أولى في كتاب الود
قبل أن تتآكل الصفحات
و تصدأ الكلمات

تذكرتا سفر
إلى أرض الوفاق
حيث لا أحد
لا أحد يترقب
حدوث الشقاق

حيث الطبيعة تشدو
لحن السعادة المفقودة
من أعماق البراءة

تذكرتا سفر أمامي
ليس اسمي في الركاب
لست أحد الأحباب
لكنى فى خيالي طرت
و من الآتي سخرت
ما أقصر عمر السعادة
نتمناها طويلا
ثم تهون علينا
نخنقها بأيدينا
بآذاننا التي تسمع
حديث الأشرار
و سوء النصائح
و غمزات النساء
و لمزات العجائز

أزيز الطائرة عند الهبوط
و أزيز الدخلاء
أخوان متشابهان
ألم الرأس من الضغط
و ضغط الهواء
كلاهما متلازمان

تلك الطائرة احتوت
كم محب.. كم منافق
كم مغتر بنفسه واثق
كم مغترب لبلده عاشق
الكل سيكتشف الحقائق
أن السعادة دقائق
و البحر غير رائق
مهما بدا عكس ذلك

و الطائرة في علوٍ شاهق
تخترق السحب و الطير تسابق