الاثنين، 20 ديسمبر 2010

للخلف دُر

تركته هناك...

عند أعتاب الصبا

ذلك الشيء الهلامي

الذي نسميه قلبا

و الشعور النادر

الذي يدعونه حبا


ليست الأحلام إلا

من وحى السراب

إن عشـتها حقـــــــــا

سوف ترى العجائب


و الندم لو كان فيضـا

لن يعــــــــيد الماضي

كيف تهرب و تتراجع

كيف تنســـى المواجع

طريق واحد أمامك

كل شيء لك دافع


و النار إن تتركها تخبو

ما لم تغذيها المشـــاعل

و مهما كانت قوية

هي شيء زائـــــل

لوعة الحب خدعة

يتغنى بها القــــائل


لا تتبع هواك

فالهوى أمر يضر

بعد أن يرتد بصرك

قم.. و للخلف دُر

فنهاية الطريق

ألم و مر...


هل انتهى النصيب المفروض

من الشــــقاء و ألم القلوب?

و هل يزيد الميتين العذاب

بعد الدفن و صب التراب?


لا تعد يا زمان

أيامك ولت و ذهبت

دعــــــــنا الآن نهدأ

فالذكريات قد مرت


نحمد الله أنَا

مازلنا نشعر

و نتذكر و نتعلم

و أن القلوب لم تكن

ضمن السبي و الغنائم



الجمعة، 26 نوفمبر 2010

عدل و مقلوب

غرزة عدل و غرزة مقلوب

و الســطر يليه آخر مكتوب


تتابع منظم و شكل محبوب


العدل سنابل قمح


رمز الخير المنثور


و المقلوب موج بحر ممدود


سفينة تبحر في عالم الغيب


و السطر فوق السطر


أيام من العمر تكون


مثل كل شيء في الحياة


له وجهان ظاهر و مكنون


و الضفائر من تداخل


أمام و خلف و بين السطور


و الخيوط محتارة بينها


أي شكل و أي لون




و النتيجة كتلة رخوة


من دفء و حنين


تضم بين سطورها رحمة


و تضم إحساس دفين


بالاحتواء و المسئولية


و الإيثار بدون حدود




لكل ابن و لكل ابنه


نصيب مفروض


عدد واحد قطعة


بيد الأم منسوجة


ممزوجة بالرحيق


و ملمس يدها الرقيق


قطعة من أيام العمر


و فكر عميق أثناء الغزل


و دعاء له بأجمل قول


و حب و ذكرى تدوم




كل غرزة رمز


و دليل لحنان الأم


لكل طفل قطعة تخصه


كأنها سميت باسمه


و لو توارثتها أجيال


و مر عليها عصور


إنها له هو ...


و الإهداء محفور


في قلب الأم:


إلى أغلى الأحباب


قبل أن تصبح الذكرى سرابا


و تنسى بُنىَ أيــــــــام الصبا


و الأمان في ظلال الأسرة




أذكرك ولدى أنني في يوم


بل شهور و أزمـــــــــــان


اقتطعت من جهدي و عمري


كي أهبك غطاءً يحميك


من غدر الأيام


و عيون اللئام


و برد الخوف


و أطياف المجهول




قبل أن تسقط الشجرة


بفعل الرياح أو فعل فاعل


أو بسبب الزمن و الكبر


تهبك هذى الشجرة


أجمل أوراقها...


و أحسنها لونا و عطرا


تتزين بثمار نضـــــرة


كي تنبت في قلبك بذرة


للحب و خيوط الرقة


لتنال حيــــــاة أرقى

الأحد، 17 أكتوبر 2010

نداء في الهواء

و قد ناديت لو ناديت حيا

و لكن لا حياة لمن تنادى

تكلمه يروقــك ما تحدث

و تصدق منه استجـــابة

تفاجأ بعد ســاعات قليلة

أن تراه في العكس تمادى


و اللسان الذي يقطر عسلا

لن يداوى جــــراح الحقيقة

ألسنا نملأ الدنيا احتراما

و كـــلامنا يلقى اهتماما

و ليس حديثنا حديث تسالى

أو حكايات ما قبل النــــوم


أليس البعــــــــــد للعدل أقرب
و الصمت هو القرار الأصوب
إذا ما تبخر الكلام
كــان كأن لم يكن
جدبت شجرة الأحباب
و صـــــارت بلا ثمن

ليست الحياة فقط أقــــوالا

و كـــلمات و ألفاظ جميلة

ثم وعــــودٌ لا تتحقق

و لن تكون يوماً بحق


الجمعة، 17 سبتمبر 2010

زهرة الخشخاش


يا ســــــارقا فني

في إطاري ذرني

ماذا تريـــد منى؟

هيا ابتعــــد عني


بالسكين قطـعوا حوافي

ثم لفوني على خـــوف

لفوني بســرعة وقسوة

تساقطت ذرات لـــونى

تشققت أحشــــاء بطني

عزلوني عن العيـــــــون

كيف يعيش عشاقي بعدى


بقى من اللوحة إطارٌ خشب
إطارٌ تعيس يثير العجب
وحيد على شكل صليب
فارغ بين التحف غريب

حبسوا لأجلى هذا و ذاك
و هم في الذنب شركاء
أكثروا معهم الاستجواب
و شددوا عليهم العقـــاب
ثم تركوا السارق يمرح !
و الكل يستحق الضياع
كما ضيعوا عمري

لفوني كأي لوحة
و أنا عليهم ملكة
كم أنا مجروحة!
كيف أرجع قصري؟

فارقتهم و لست عليهم عزيزة

إلى هناك.. حيث الكل يقدرني

يسهرون الليل ..يتفاوضون لأجلى

يشعرونني بالمجد الأزلي

وحدي أتساءل...
هل يكون مصيري القطع؟
كمصير رسامي قاطع أذنه
في لحظة يأس و حزن..
أين حوافي التي تحملني؟
و تحميني من غدر زمني
سرقوني مرتين فزاد جنوني
ألا يوجد في الفن غيري؟


عندما كنت صغيرة

مهملة مغمورة

لم يلتفت إلى أحد

و عاش صاحبي بائسا فقيرا

تركني و الحياة بطلقة مميتة

فدمعت عيوني وعشت يتيمة

تفرقت و إخوتي في البلاد البعيدة

و جئت مصـــــــــر فكنت سعيدة

فهل يكون الذبح الجزاء؟

و أنا الآن عجوز شمطاء

مشدود جلدي..سريعة التلف

لا أتحمل الــــهوان و العنف

أنا لست سلعة تباع و تشترى

و لا ثروة تورث و تقتسم

أنا الرقة و جمال يذوب

بين رموش الناظرين

ينســـــاب في عذوبة

أنا البرهان على المواهب

أبهر العيون و أسعد القلب

يا صاحبي ..يا شارينى
يا سارقي.. ترفق بى
عزيز القوم أبدا لن يهون
و لو أغمضوا عنى العيون
و تركوني في الظل مكنونة

يا عاشقي لا تنس أسراري
عذراً لا تلمني على الهجر
فأنا مثلك لم أختر مصيري

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

شرائط لاصقة

زجاج المرآة المستطيل

به خطــــــوط متقاطعة

ثلاثة خطوط و مثلث صغير

يراهــــــا من للمرآة نـــاظر

من الأمـــام أو عند الجانبين

من مسافة قريبة أو من بعيد


 

و العلاج المؤقت لمأساة المرآة

و لكيلا ينقض البنيان

و يسقط ما تبقى منها

الشريط اللاصق فوق مسار الشروخ

تتماســــك الأجزاء و تسوء الصورة


 

المرآة كــــادت تنكسر

و لو كسرت لاستبدلت

لكنها ظلت مشــــروخة

تعكس صـورا ممسوخة


 

و هل للنفس المكسورة جبرٌ؟

أين من يصلحها؟

و من يعالج الكسر؟

التفت حولها ألف متر

من الشرائط اللاصقة

و لا تزال الأجزاء عالقة

فلم تنطبق أشلاؤها

و لم تعكس صورة نقية

مثلما كانت سابقا


 

لتلك المرآة فــائدة واحدة

أنها على الأحداث شاهدة

على فوت سعادة

و تحطم أفئـــــدة


 

كان الفرح فينا كامنا

ثم تزلزلت الأركان

فانهارت أحلامنا

و قالت السعادة بصدق

أنا لست عائدة

فأنا أدخل البيوت مرة

إن وجدت منهم حفاوة

جعلت بيتهم قصرا

و إن حفظني الأصحاب

كنت لهم زخرا

و لو هنت عليهم

غادرتهم فورا


 

و بعد الزلزال تعلموا درسا

لا تبنوا بيوتا إسمنتية

هي قوية اسما

لكنها عند الانهيار

تؤذى بلا رحمة

فلتكن البيوت كرتونية

هشة و خفيفة

لكنها تتحمل الزلازل

و تلك هي البدائل

لا اختيار أفضل

فهو أقل الخسائر


 

الأربعاء، 4 أغسطس 2010

السند

مستنداَ إلى قطعة الخشب

ذلك الفرع الضعيف

لا يخشى أحدا و لا يهاب


الكل يبحث عن سند

يقوى العزم و يعطى المدد

و ليس يخجل ذاك النبـات

من التصاقه بالعصـا تمتد

 
 

ذو الروح يرتكز على 

ميت عديم الروح

بلا إحساس كاللوح

و يستمد منه ثبات الجماد

و صلابة العدم 

 
 

ما فائدة نبتة ذابلة

لا تستطيع أن تبقى قائمة

ينحني ساقها...

لا يقوى على حملها


 

رفضت الدعائم وكل ما يجـاور

لكيلا يتشوه جمـــــــالها الظاهر


 

و فضلت أن تكون جميلة محنية

بدلا من ارتباطها بقطعة خشبية

 
 

و لكل نبــات فكر

و لكلٍ وجهة نظر

و تمضى الحياة

بالخير و الشــر

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

أعطني حريتي

أعطني حريتي

أطلق فروعي..

إنني لي قلب بين الضلوع

 
 

نسمات الريح لما داعبتني

كيف أحييها و قد كتفوني

و غيري من الأشجار

بالتمايل تحييها


 

و كل ذي ظل

للرحمن يسجد

إن تمايلت يمنة و يسرة

تخشع لربها و تعبد

و كثير من البشر

يعصي و يجحد

 
 


صبوا حول ساقي سورا

رصوا قطع الطوب طولا

ثم التحمت سجنا محيطا


 

يا لقسوة الإنسان..حتى فراغي

سرقوه منى و منعوا دموعي

ألست مخلوقا يحيا و يهوى

الهوا و نسمة ريح

ألم أكن لطيورك الواحة

و البيت الفسيح

ألم أسعدك يوماَ بظل

من حنان الروح


 

أعطني حريتى

أو اقطعني من جذوري

حريتى هي سر وجودي


 

  

السبت، 26 يونيو 2010

الحقيبة الثانية

الموظفات يسرن في الشارع

يحملن حقيبتين

يسرعن الخطى

لكيلا يتأخرن

فيتعرضن للعقاب

ما أعظم رسالتهن


الوصول في  الميعاد

هو أقصى أمانيهن

استكمال حلقات الكلام

و التي بدأت أمس

و أول أمس

و حتى بدأن يتعلمن الكلام

و سوف تستمر

إلى أن يدركهن التقاعد

أو يخطفهن الموت الزؤام

 
 

ذلك الهدف السامى

يتركن الأبناء

و هموم الأسرة

للتحدث إلى بعضهن

ثم قبض الأجرة 

هو هدف نزولهن

 
 

من هنا بدأت

فتاة جميلة

و من هنا خرجت

امرأة عجوزة

لها من العمر ستون

و من الصديقات مثلهن

ضاعت سنون العمر

بين الكلام الفارغ

و الحديث المر 

حيث تشكو و تحكى

كلاما لا ينفع و قد يضر

 
 

هناك فى ساحة العمل

يبدأن بالإفطار

و يتنافسن فى تقديم الجديد

و توزيع ما أعددن من شطائر

و استطلاع الرأى فيما صنعن

و حصد الشكر على سهرهن  

 
 

ما سر الحقيبة الثانية

و لماذا تحملها أيديهن الحانية؟ 

الأربعاء، 23 يونيو 2010

لا تحملي هماً

لا تحملى هما

قد كنتى لى دوما

مصدر الأمن

و في الدجى عوني


 

و الهم مأساةٌ

تطفئ مشكاةَ

من نور عينيك


 

لا تحملي هما

بالعقل نمحوه

و الخير نرجوه

و الهم يُقتسمُ


 

لا تحملى هما

فالهم همَان

همك الأول

و همى الثاني

قد همنى همك

رفقا بي إنى

لست أتحمل

حزن قلبين...


 

إني أكاد أرى

ما كنتى تخشين

أًصبح لك فخراً

قد كان مقدورا


 

لا تحملى هما

همك يشقينى

ألستِ بى تثقين؟

ستأتى خيراتٌ

من غير حسبان

الأحد، 20 يونيو 2010

إلى من يلجأ؟

إلى من يلجأ؟

ساكن الملجأ

طفل يتيم..

اعتاد الأسوأ

فى بحر الحياة

و أين المرفأ؟


 

أب ميت و عم غادر

أب موجود و أب هارب

أم تحيا في الدنيا  تحارب

غيوم كثيفة و ضوء غارب

سقط الطفل في قاع القارب

 
 

قائد السفينة غير حنون

قائد السفينة كله عيون

ترى النواقص و تعاقب

كأن الطفل ملاك

كأنه راهب..


 

مبنى قديم بابه واسع

تحيطه أسوار كالقلاع

حوائط برماد الشارع

الكل يشهد الكل سامع


 

صوت البكاء أنين خافت

ذكريات السنين و زمن فائت

 كسر النفوس و ذل الليالي

من يعين و من يداوى؟


 

زجاج مهشم

ألا من مصلح؟

يندفع دوما هواء بارد

من النافذة إلى القلب نافذ


 

صديق سوء ألا من مهرب

من يحميه من ذاك العقرب

و الخطر في كل جانب

و حزن عميق فيه ذائب


 

الكل هنا سواء

أين أصحاب العطاء؟

من يرجو من الله الجزاء؟

الجمعة، 18 يونيو 2010

فقاعة

فقاعات الصابون

بلونها الشفاف

و جمال ألوان الطيف

تتهادى من الدور العلوي

حيث تسعد السيدة

بمعنى المياه

و طرد الأتربة العنيدة

التي تلاحقها كل يوم

 
 

فقاعاتٌ تمرح في الفضا

العمر يبـــــــــدو متجددا

و أشعة الشمس الذهبيـة

تهديها ألوانا ســـــحرية

 
 

بهجة الأطفال في تجمعها

فقاعات تختلف أحجامها

لكل منها طريق مرسوم

هل سيطول المسار

أم يسرع الرحيل؟

 
 

اصطدمت بالأرض بعد ما

كانت في الجو طــــــائرة

صارت ألوانها ماءا سائلا

انزلقت على الأسطح الناعمة

لتنتهي حكاية فقاعة حالمة 

 
 

 
 


 
 

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

كنت تشكو

كنت تشكو الزمان

و أنت تعين الزمان عليك

تحكى عن غدر الأيام

و قد غدر الهوى بك

طاعة النفس مهلكة

إن خالفتها تنتصر


 

كنت أفكر و أطيل الفكر

أين السبيل لعبور النهر

الهدف ليس بعيدا

أنه على مرمى البصر

تأخرت المراكب فانتظرنا

و لما وصلت التف الشراع

فلم تتحرك و كادت تقع

و لما انحلت عقدة الشراع

سكنت الريح فلم تندفع

فكيف للمركب أن تسير

و أين القوة الدافعة


 

ذنوب البشر تعوق الطريق

و من يتحمل يجد ما يسر

لا تنتظر قدوم السفينة

و اقفز عبر صخرات النهر

و إن تباعدت الصخور

فكن طائرا حتى تصل


 

الأربعاء، 9 يونيو 2010

مريم

أمريم إنك قمر

تنيرى لى ليالي

نهارى و أيامى


 

قليل فيك الغزل

و إن غنوا و إن قالوا

سواد الشعر منسدل

فوق الكتف منحدر

ووجه مستدير

بدر ليس يتحول


 

و فمٌ إن قيس عرضه

كعرض الأنف متسق

و حاجب فوق الجفن دق

به الشعيرات مرسومة

و خصلة حريرية

فوق الجبين مطوية


 

و فيها لطف مستمر

و فن لا يناظره

فنون الدنيا مجتمعة

منمنمات لا تكاد ترى

تسعدنى و إن صغرت

و صوتك لو ينادينى

تطرب له أذنى


 

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

الدليل

عندما تحابا

اختلفا من الأكثر حبا

كلاهما يتحدث..كلاهما يصف

تدور الأمانى ..بسرعة لا تقف


تشابه الطموح...

تكاثرت الأحلام و عطور الصبوح

و تولدت الأفراح من جمال الروح

بالكلام العذب قد شــــفيت جـروح


و لما احتكما..

قال الحكيم

الأكثر حبا

من دفعه الحب قدما

و تحمل أياما صعبا

و صمد ليجنى تعبا

لما سكن المحب خيـــاله

و عانقت كلماته أسماعه

رأى البعد قربـــــا

و اتخذ للمجد سببا


الاثنين، 31 مايو 2010

سقوط نجم


لا تقل لى ذاك نجــــم قد خبا



من بين السحاب رأيته متألقا



قد كان لعـيني السموات و الشهـبا



لم أره إلا مثـــالاً عــــاليا



لما اقترب من الأرض هنا



وجدته شخصـــاً عاديــــاً



تلاشت هالة الأضواء إنها



تعمى العيون كأنها رمدا



زالت الأنوار بعد تذبذب



ذابت الأشواق كانت جليدا



لما جاء ضوء النهـــــار



تمزقت قطع الثلج البيضا



و صارت ماءا منتشـــرا



أميرة الثلج لما سقطت أرضا



و فى حلقها التفاحة المسممة



حملها الأقزام بعيدا



حتى جاء أميرها



فى موعدٍ تحددا






نجوم الليل لا تبقى بالسنا



بعد أن تشرق شمس المعرفة



نور الحقيقة يظهر ما خفي



فيصبغ الكون بالألوان الصادقة




مع تحياتى لابراهيم ناجى "نحن نبض واحد"

الثلاثاء، 25 مايو 2010

لم تزل



لم تزل ذكراك عندي ..لم تزل


لم تزل ذكراك حية ..بالأمل


إنها ..خيوط قلب تتصل


لا تسلني كيف لا


أنسى؟..لا تسل


..


لا يهم إن كنت تبعد..لا ضرر


ذابت الأبعاد في فضاءٍ منتشر


و رؤى نسبية لا تستقر


إني.. و إن مرت الأيام


لم تزل عيون قلبي تنتظر


كيف الهروب من مكتوب؟ ..لا مفر


..


إن تركت أوراق عمرك تشتعل


صورةٌ منها لازمتني في الأزل


أوراقُ غالية ..و إن لم تكتمل


محفوظة عندي في خيال متسع

السبت، 22 مايو 2010

الكلام الساكت


عندما يتوقف الكلام تلك علامة الخطر

عندما يتوقف الكلام يتحدث فينا الصمت

و حديث الصمت أبلغ

و حديث الصمت فظ

تنطلق كلمات صمتي

تنطلق بدون زيف

يتوارى عذب الكلام

و تقف من الكلمات ألف

تظل كلمات الحزن مكبوتة

فلا تتغــــلب على الكتمان

و لا تسقط في بئر النسيان

تبقي معلقة بطرف اللسان

و إن طغت على الوجدان

فمن منا الأشجع

ليبدأ فينا الكلام؟

إن كانت الكلمات سلاحك
فسلاحي لا يقل...

و كلماتي تطاوعني
تلبيني إن دعوت

و عقلي يدور كالسواقي لا تمل

أنهار الكلمات تجري
هى تروى كل شبر

من يستطيع منكم أن يمـــــلأ جرار الفكر؟


الجرار مشروخة و الماء منها يطل

قطرات مــاء تغزو جبين الجرة...

أهي حبيبات عرق أم دموعُ حيرى؟

بعد أن حملوا الجرار حتى باب الدار

وجدوها فارغـــة و الماء منها يخر

أصبح الماء مساراً هذا حال لا يسر

ذاب بين ذرات التراب إنه ماء مهدر

لم يبق إلا التعب... و جــرة لا تنفع

و حسرة جالسٍ في ركن البيت يقبع

مستندا إلى الجـدار مستسلما للأدمع

إن كانت الحيلة سلاحك

فلي عقلٌ و إحساس

و لي نظرة و لي خبرة

بأحوال الناس و الخبث

و عندي من الله إلهام

هو الهادي هو المرشد

هو الحامي من الأيام

و هل سوى الله منقذ...



الأربعاء، 28 أبريل 2010

كانتا تبصرتان



عينان كانتا تبصران


قبل القصف


عينان كانتا تبتسمان


فوق الوصف


الآن تصرخان


لما العنف؟




انضمت صاحبة العينين


الطفلة


الوليدة


قبل أن تتعلم الحبو


قبل أن ترى الدنيا


بعين اليقين


انضمت لعالم العميان


الأسود


المظلم


لم يبق فيها


سوى فم


بعدما التف الشاش


الأبيض


حول العينين


لم يبق فيها


سوى فم


يصرخ ألما


يأبى طعما


تحملها أختها


بائسة أخرى


بكت الأرض..رق الحجر


ضحك الزعيم بنشوة الظفر




بدأت الهدنة


انتهى القصف


قدموا المعذرة


فقد أخطأ الهدف


..


بعد أن دكت الدبابة


...بيوت البراءة


و اكتست الطفلة


برداء الخوف




لهف قلبى طفلتى


لهف قلبى


ماذا جنيتى يا ابنتى


فيما أثمتى


حطموا مهدك


دمروا دميتك


و سدوا بقسوة


للسعادة سبلك




ببرود الزعماء


يتفاوضون


يتجادلون


يمكرون


و الطفلة لا تبصر




و يعيدون الكرة


مرة تتلوها مرة


تتعالى أصوات حرة


تنساب الدماءُ نهرا


و يزيد الطغيان قهرا




و صورة تلك الطفلة


تصبح خبرا في نشرة


....


ثم انتهت الحرب


و لم تبصر الطفلة

الخميس، 22 أبريل 2010

كيف نرجو حضارة؟


شرائح البصل تتساقط


دوائر قرمزية ذات روائح نفاذة


دموعي تتساقط بإرادتي و رغماً عنى




تنتظرها قطرات الزيت الساخن


تفور و تتقافز قطع البصل


ثم تهدأ و تتحول


تلك الروائح المبكية


إلى وجبة شهية



كيف نرجو حضارة


و ما زالت النساء الممتلئات


ينادين على بائع الكرنب


و هن فى البيوت ساكنات


لا يحركن سوى أصابعهن


لعمل اللفائف بالوريقات


ويحركن ألسنتهن بالسوء


لتخوض سيرة الناس


إنه عالم عجيب....




يتقن اللف بلطافة


و يحرصن كل الحرص


ألا تتساقط حبات الأرز


خارج اللفافة


لا يهمهن جبال الذنوب


من تراب النميمة


...., و تناثر العيوب




تتراص القطع فى الإناء


في هندسة محكمة البناء


كم أمضين من الوقت


كم بذلن من جهد


لعمل تلك اللفائف


و نسج الحكى و الدسائس


و قص السير و اللطائف




عند الشراء ..


يفاصلن و يجادلن


ما أشد دهائهن


نجحن في تخفيض الثمن


جنيهاً أو جنيهين


لينفقنه في شراء السمن


أو دقيق العجن


ليزداد امتلاؤهن


و تزداد عقولهن خواء


كيف يرجون الارتقاء؟


و هم يقدسون الطعام..


برهان الكرم في الولائم


و علامة الحب و الهيام


أبعد كل هذا..


لا زلنا نرجو حضارة؟

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

موزاييك



أطباق مكسورة


لا تصلح إلا لعمل الموزاييك


كلمات منثورة


يرسمها خداع صديق


إن كانت الكلمات مرصوصة


فهي حطام لكلام سليم




أنين أيامٍ لم تخلص لأحد اثنين


كانا يسيران معا في الدرب الطويل


أحدهما يحمل مشعلا


و مع الآخر فأس متين


يزيح التراب و شر الطريق


و يمحو الشظايا و الأذى المستتر


قرر حامل المشعل ترك المسير


و ترك الآخر للظلمة أسير


أيقف أم يمشى ببطء شديد


أيجرى و يسقط في بئر مكيد


أين الضياء و أين الدليل؟




و هل تقام الأفراح إلا على حطام سنين؟


أحسن حقيقي أم إخفاء لوجه حزين؟


من مخزن الألفاظ يلتقط كلمة


من مخزن المشاعر يختار لمسة


أصبح يكرر ما قال و أمسى




كلمة تاهت معانيها بين صفحات المعاجم


كلمة لم يبق فيها غير شكـــــــــــل دائم


لا خــير فى لفــظ كله أحرُف


خالٍ من الصدق مكرر أجوف


ليذهب بعيدا إلى حيث يذهب...