شرائح البصل تتساقط
دوائر قرمزية ذات روائح نفاذة
دموعي تتساقط بإرادتي و رغماً عنى
تنتظرها قطرات الزيت الساخن
تفور و تتقافز قطع البصل
ثم تهدأ و تتحول
تلك الروائح المبكية
إلى وجبة شهية
كيف نرجو حضارة
و ما زالت النساء الممتلئات
ينادين على بائع الكرنب
و هن فى البيوت ساكنات
لا يحركن سوى أصابعهن
لعمل اللفائف بالوريقات
ويحركن ألسنتهن بالسوء
لتخوض سيرة الناس
إنه عالم عجيب....
يتقن اللف بلطافة
و يحرصن كل الحرص
ألا تتساقط حبات الأرز
خارج اللفافة
لا يهمهن جبال الذنوب
من تراب النميمة
...., و تناثر العيوب
تتراص القطع فى الإناء
في هندسة محكمة البناء
كم أمضين من الوقت
كم بذلن من جهد
لعمل تلك اللفائف
و نسج الحكى و الدسائس
و قص السير و اللطائف
عند الشراء ..
يفاصلن و يجادلن
ما أشد دهائهن
نجحن في تخفيض الثمن
جنيهاً أو جنيهين
لينفقنه في شراء السمن
أو دقيق العجن
ليزداد امتلاؤهن
و تزداد عقولهن خواء
كيف يرجون الارتقاء؟
و هم يقدسون الطعام..
برهان الكرم في الولائم
و علامة الحب و الهيام
أبعد كل هذا..
لا زلنا نرجو حضارة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق