السبت، 15 أكتوبر 2011

كانت نائمة

لما حكى

أيقظ الذكرى النائمة

لم يقصد ..ليست عليه لائمة


 

ما رآه ..نقطة من بحور

أغرقتني.. ليس لي حيلة

خبرتي في الدنيا قليــــلة

لازمتني ليس منها أفول

مصاعب لم أجد لها حلول


 

كان يحكى جزءا من مئات

من جروح رأيتها مرات

هاجمته و حولته شتات

و استقرت به الأحزان

لم يعلن عليها العصيان

و مضى حينٌ من الدهر

ثم عاود بعدها الكرة..

صالحته نفسه..

و التمس الرضوان


 

سامحه الله ..من حيث لا يدرى

سالت دموعي.. إنها تجرى

بكيت نفسي كم شقيت سنينا

و رثيت لحالي..لم أر حنينا

في الدنيا ألوانٌ من المعذبينا


 

من تجرح و تقسو...

يتبعها الهوى و شوق الحائرينا

جذبت أنظاره و بكاها كثيرا

لم تتألم و آلمته وحيدا....

لم ينسها و ازداد هياما

و أمضى في حبها الأياما


 

و أنا المستمع الحزين

من يحتوى الأسرار

من خلف الستار..

و يهدئ روع الخائفين

أتحمل قصص الحنين

و ثورة النفوس

بين الحين و الحين

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

التجول حول الحدود

لو نظرت إلى عيني الآن

لوجدت شيئا مختلفا

لن تجد النظرة التي تحلق في السماء

و الأمل البعيد و طيور الهواء


 

لن تجد الضحكة المخبوءة في قاع العين

فقد باتت حسرة و شيءٌ حزين

و الطموح البعيد الممدود

لم يصبح له وجود

لم يعد هناك شيء مؤكد

سوى ذهاب العهود

و الحلم الذي ظننته حقا

كان من صنع الكرى لن يبقى


 

لو نظرت لعيني سوف تراها

تلتمس من عينيك الهروب

لكيلا تقرأ ما بها مكتوب

انبهار العيون قد بدا منه العيوب

و الكلام الحسن لا يشفى

بيد الله أسرار القلوب

أبعد العذاب و النوى

هل تقلع عن الود و تتوب؟


 

هل تعلم أن الأسى قد سكن

منذ علت بيننا السدود


 

نظرة العين العالية

شعاع الأمل بها مكسور

و نال من بريقها الخفوت

بعثرت ما جمعته من زاد

في لحظات الملل و الجحود


 

شديدٌ على نفسي ما علمت

لماذا التجول حول الحدود

أليس في قلب المدينة الأمان؟

حيث الزهور و عطر الحنان

و أطرافها هدف الذئاب و الأسود


 

أتترك نفسا للهموم احتوت

و تذهب إلى حيث الخيال

أتجد الأمن و شوق الحديث

و تنسى الباني و من وضع الأساس


 

تحدثك نفسك انك لم تقصد قتلى...

و أن القسوة انبعثت منى

لكنها انعكاس لأفعال غيري

ألا تدرك أنك من هدمت البناء؟

على الساكنين الأبرياء

ذهب الظل و بدت السماء

تدور بها العين باستياء

فكل ما يحدث سواء


 

لو نظرت إليها لوجدت بقايا دموع

بعضها جف و بعضها مجموع

و بعضـــــها قرر النزول

غمامة فوق العين استوت

و حلت غشاوة لا تزول

لماذا ينسانا النسيان؟

و يهجرنا النوم بعصيان؟

صوت العقل فينا غير مسموع


 

جاء الليل و نحن فرادى

و انصهرت بقايا الشموع

عم الظلام المكان...

لم يبق سوى الدعاء بخشوع

ليأتي الصبـــــاح بنور جديد

و يزهر الثمر فوق الفروع

...و ينمو الورق

بعد سقوط الخريف

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

ذهب البريق

تلك الأنوار التي كانت تتلألأ

بين ثنايا الكـــــــلام المتألق

كشعاع منعكس في ضوء البرق

على انكسار الجواهر

انطفأت مع الفجر

و اختفى النجم الساهر


 

هذا السحر الذي بين طيات الكلام

بطل مفعوله و انعدم

و هذه القصائد الرقيقة

التي تجتذب القلوب و الآذان

أصبحت فارغة بلا معــــــان


 

كانت الأبيات تقطر عذوبة

تسرى لتسقى أخيلة رحيبة

تبتسم لها الوجوه راضية

قد كانت للسعادة كافية


 

لكنها الآن كلام عادى

بلا ألوان سوى الرمادي

كلماتٌ ضاعت في الوادي

ليس لها صدى إن تنادى

و ما ظنه للزينة ارتدى

أصبح كالليل في السواد


 

لم يعد كلامك كالذهب

ذهب البريق و اغترب

موكب الحياة السائر

من النهاية اقترب


 

الخميس، 6 أكتوبر 2011

الحائط المائل

انتظر و انتصف النهار

ثم انتظر لليوم الثاني

و الثالث و الرابع

..و حتى اليوم العاشر

ثم اكتشف سر الغياب

هنــــالك فقط عرف

أن الأمر به مصاب

و الجرح بها غائر

لا يرجى منه شفاء


 

و علم تخمينا

أن قرار الهجر

كان من جانب واحـــد

قرار في لحظة غضب

و حزن و عتاب

و كرامة ثائرة

ليته بها شعر

قبل أن تأخذ القرار

و تنفذه دون أن تشاور

طرفي الحوار


 

لم يكن أمامها اختيار

سوى الانسحاب

و صدرت الأوامر

تنسحب قوات حفظ الســـلام

و تنطفئ أنوار برج المراقبة

و تغادر الجيوش المنطـقة

بعد انتهاء الدور المطلوب

و اكتمال المهمة الشــــاقة


 

مضى زمن الاستعمار

فقد تأكد للقائد أن الشعب قادر

على مواجهة الأخطار

و على علم كامل بفنون القتال

...و الدفاع و الهجوم

و ركوب الأهوال


 

فلا حاجة إذن للحائط الحامي

الحائط المائل

حصن الدفاع

من يرتكن إليه التائهون

و الهاربون من شمس الحياة


 

و لا يمكن أبدا لهذا الحائط

أن يكون في واجهة المدينة

لأنه مائل مكانه في الخلف


 

مائل حقا

لكنه قد ينفع يوما

في آخر المطاف

حين تنصرف الأمنيات

و تسد الطرقات


 

و لو ضحكت الدنيا

يُهمل الحائط  و تبدو جليا

شروخه واضحة للعيـــان

و يكون مصـــيره الهوان

أليس مـــائلا؟

فليسقط الآن...


 

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

هل تذكر؟

هل تذكر ذلك القلب المرتجف

عندما سكبت الأمن فيه ذات مساء

كانت الطيور تسبح تسبيحة الغروب

ثم أظلمت السماء رويدا رويدا

و تناثرت أحلامها أمدا بعيدا


 

هل تذكر تلك النفس الشريدة

بين الحوائط و الذكريات الكئيبة

بعدما نجت من أعاصير شديدة

ضاقت بها أرض رحيبة

ثم تركت ما ملكت زهيدة


 

و بقايا الإنسان الذي لملمت أشلاءه بعطف

كان كتلة من الترقب و الخوف

بنيت حوله سياجا من طمأنينة...

لا تدرى ماذا فعلت و كيف


 

أرسلت طيفا من روح رحيمة

و جاء صوتك بالكلمة الحكيمة

يبدو قويا لا يخشى ملامة

يحاول إخفاء أحاسيس أليمة

و يصف الدواء للنفس السقيمة

انعم بها أخوة و صداقة كريمة


 

هل تذكر ذلك الشيء المحطم

الذي حاول أن يستجمع الكلم

و يقول جملة تصف الألم

تحكى المآسي و موت الهمم


 

أين الإخلاص نادر الوجود؟

لماذا الغدر و نقض العهود؟

أغلقت الأبواب و تعالت السدود

فهل من منقذ يصدهم صدود

و انطلقت السهام من الأقواس

الكل يرجو من البطش الخلاص


 

هل تذكر يوم تلقيت الصدمات

و أظهرت التماسك و الثبات

بينما تدق على الرأس مطرقات

نوائب الدهر أكسبته المهارات

لن تغلب الأحداث السابقات


 

هل تذكر تلك الوحيدة

يوم قلت لها ليس للوحدة سبيل

فأنا ها هنا لست ببعيد

و لا انسي و لن أمَل

فأنا الأخ و أنا الدليل

أداوى آلام العليل

بكلامي و صبري الطويل


 

هل تسمعني حقا عندما أنادى؟

عندما يجف القلم و تقف الأيادي

و تصمت الأقوال و يبقى التحدي


 

أهذا وفاء أم خلق ثمين؟

انه الصدق لعهد متين

يزن الأمور بعقل رزين

يسمع و يصغى

و على السر أمين