هل تذكر ذلك القلب المرتجف
عندما سكبت الأمن فيه ذات مساء
كانت الطيور تسبح تسبيحة الغروب
ثم أظلمت السماء رويدا رويدا
و تناثرت أحلامها أمدا بعيدا
هل تذكر تلك النفس الشريدة
بين الحوائط و الذكريات الكئيبة
بعدما نجت من أعاصير شديدة
ضاقت بها أرض رحيبة
ثم تركت ما ملكت زهيدة
و بقايا الإنسان الذي لملمت أشلاءه بعطف
كان كتلة من الترقب و الخوف
بنيت حوله سياجا من طمأنينة...
لا تدرى ماذا فعلت و كيف
أرسلت طيفا من روح رحيمة
و جاء صوتك بالكلمة الحكيمة
يبدو قويا لا يخشى ملامة
يحاول إخفاء أحاسيس أليمة
و يصف الدواء للنفس السقيمة
انعم بها أخوة و صداقة كريمة
هل تذكر ذلك الشيء المحطم
الذي حاول أن يستجمع الكلم
و يقول جملة تصف الألم
تحكى المآسي و موت الهمم
أين الإخلاص نادر الوجود؟
لماذا الغدر و نقض العهود؟
أغلقت الأبواب و تعالت السدود
فهل من منقذ يصدهم صدود
و انطلقت السهام من الأقواس
الكل يرجو من البطش الخلاص
هل تذكر يوم تلقيت الصدمات
و أظهرت التماسك و الثبات
بينما تدق على الرأس مطرقات
نوائب الدهر أكسبته المهارات
لن تغلب الأحداث السابقات
هل تذكر تلك الوحيدة
يوم قلت لها ليس للوحدة سبيل
فأنا ها هنا لست ببعيد
و لا انسي و لن أمَل
فأنا الأخ و أنا الدليل
أداوى آلام العليل
بكلامي و صبري الطويل
هل تسمعني حقا عندما أنادى؟
عندما يجف القلم و تقف الأيادي
و تصمت الأقوال و يبقى التحدي
أهذا وفاء أم خلق ثمين؟
انه الصدق لعهد متين
يزن الأمور بعقل رزين
يسمع و يصغى
و على السر أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق