املأ جنبات الأرض حنينا
و أسمع الحوائط حولى صوتك
أنسنى من الذكريــــات الحوالك
اقصص قصصا من نسج خيالك
أو اختر لقطة من عالم متشابك
تحدث و امسح الطنين السابق
و ازرع خيرا بنفس حزنى
أعد فينا بناءا متهالك
بكلام عذب وود صادق
ارسم وردا فوق الجدران
و فى السقف و على الأبواب
و على الزجاج تتسرب أضواء
انثر عطرا فى كل الأجواء
جدد بفنك معالم المكان
باعد بينى و بين سالف الأزمان
حدثنى و اشغل فكرى
بحكايات تخطف بصرى
كأنى فوق بساط سحرى
يرى راكبه بلاد العجائب
أو أنى طائر أبيض
و لى أجنحة ممتدة
ليس أمامى أى قيود
فوق الأرض و بين السحاب
أطير مثل الطير الشارد
الهارب من قسوة صائد
المجروح الناسى جرحه
الصامد حتى يمسك هدفه
لن يصل الجنة متقاعد
جنة بالود قد عمرت
و اتخذت عمدانا فضة
و بناء يبرق بالنور
و المرمر يبرزه الضوء
أمان فوقه و من حوله
سياج الفرح حولنا يدور
يعلو فوق الأذى و الحزن
يمنع أن يصلنا الكرب
أو حتى خيال نسور
لا يعرف الفزع طريقنا
مهما أحاطت مخاوف بنا
فالايدى المتشابكة حصن لنا
لن يهزم شر الكون قوانا
أعد كلاما
لك و زد
لا تجعل الأحزان تعد
لا تسمعنى إن قلت "بالأمس"
كان كذا ....و كان اليأس
لا تجعلنى أذكر الماضى
فتهرب البسمة و أعبس
لا تسمح لى بالسرد
فتذهب لحظة سعد
قد وفانا الحزن سنينا
و نلنا منها ما يكفينا
و اشتقنا لننال أمانا
و نغادر بلد الحقد