الجمعة، 22 مارس 2013

قبل أن تموت الزهرة



وجدتها مختبئة وسط الأشواك
و الفروع القاسية السوداء
كأنها ترجو الاحتماء
من غدر بشر أغبياء
يريدون وحدهم الارتواء

غزيرة الأوراق كثيرة الطبقات
لونها يجذب كل الكائنات
تساءلت كم عمرها الآن؟
و كم من السنين مضت
كى تنمو و تصبح مبهجة للنظر
و قررت أن التقط لها على الفور
صورة تسعدنى و تزين الدار
و ذكرى لها و للجمال تستمر
يمينا ..من أعلى  بل من اليسار
ظللت أفكر قبل أن أختار
و تلك براعة من صور
رؤى تختلف و لكل سحر
قد يكون بها جمال مستتر

بعد يومين جاءنا الخبر
اختفت الوردة من بين الشجر
بقى غصن جاف حزين
ذهبت زينته بيد من حجر
يد طفل عابث لعين
لم تعلمه أمه أن الزهر حى
و أن قطف الزهر مشين
و ذنب كبير لا يغتفر
حرم الناظرين مما يسر
استأثر لنفسه بما  أراد
و أفسد بجهله هذا الأمر

جمال ذهب يا حسرتى
هيهات أن يعود قبل عمر
استخفى الطفل من الناس و أسر
قال لم يرنى أحد و لم أضر
و حق لى إذ أنى شجاع
و أنى سبقت باقى البشر
آخذ الزهرة و أعدو بها
و أتحسس ورقها الأملس
قد أجعلها لأمى هدية
و قد أضعها فى القدر
فتنمو و تنمو كعباد شمس
أو تشم أنفى أجمل عطر

لما وضعها فى الماء انحنت
و لم ترد أن تعيش بذل
قررت الزهرة أن تنتحر
فما أصعب العيش فى الأسر
و فى الصباح سالت دموع
و قالت الزهرة و هى تحتضر
لم أرد أن أدمى الطفل بشوكى
لكنه انتزعنى من بيتى و المستقر
لم يرق لحالى و لساقى بتر
فهل هذا جزاء الرحيم
و الطيب الذى قلبه  ينفطر
جزاؤه القطع و سلب الحياة
و قتل شبابه المزدهر
ثم صمتت الزهرة و لم تزد
و ارتخت اوراقها و هوت

فقلت لنفسى حكمة القدر
علمتنا الزهرة فلم تعش هدر
و إن طال العمر أو قصر
تبقى كلمة و علامة تؤثر
سجلت حديثها و صورة لها
صورة لها قبل أن تحتضر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق