الأربعاء، 26 فبراير 2014

يشكو الحب المفقود


يشكو الحب المفقود

أليس هو من بدد الوعود؟

و بسط الشر و بنى السدود؟

إذا ذهب الحب أبدا لن يعود


أليس من أبدل المودة مكرا؟

و خاصم من بعد اليوم شهرا

و قال "أنا قوى لا اقبل عذرا

و آمر ..فمن يخالف لى أمرا

يكن عدوا و أكسره كسرا"



و رد الهفوة عقوبة و حربا

و ظن ثم جعل الظنون صوبا

لما قطَع أواصر الود إربا

أصبح وجوده اعظم كربا

فعافته النفس و كرهته قربا



جعل الرحمة رداء الضعفاء

و هيهات أن يقبل ضعفا

يشيح بوجهه لن اقبل أسفا

فلتحيا القسوة تحيا تحيا

ثم صنع لنفسه كرسى الملك

و حطم تحته كل شيء مشترك



آلآن تبحث عن قلب محب؟

و يد تحنو و روح تدب

تشكو البعد و أنت من ابتدعته

و تسأل لم الخصام و أنت من بدأته

جعلت الخصام أساس الحياة

و عادة مستمرة بلا نهاية



اعتدت الخطأ ثم نسامحك

تعرض عنا و نحن نقبل عليك

ما أشد غرورك و ما أقبحك

الى متى التكبر و أنت مفكك



ستبقى دهورا و أنت تائه     

تجوب البلاد تجوب الزمان

تبحر فى طيات الذكريات

تتحسر على آثار حب محترق

تمسك بقية من رماد ثائر



تجيد فنون الملاحة و الإبحار

لكنك عن السير فى الحدائق قاصر

يزعجك الغناء و لحن الطيور

تريد الصمت صمت القبور

لا بل صمت الموت الدائر

القبور قد يذكر الله بها ذاكر

قد يخشع بها  بشر زائر



و قد تحفها طيور السلام

لكنك للحرب مشعل آثم

تريد القتال و سفك الدم

و كسر القلوب و نشر الألم



تريد الزهو و وهم البطل

و ما البطولة إلا تسامح سهل

و نصر لمبدأ و زرع للأمل

و إقالة العثرة و تخفيف حمل

فتعلو المكانة و يتجلى الأصل



أما أن تقسو و تنتظر الحب

فهذا سراب و قلة لب

غرور طاغ و مستتب

فكف عن الشكوى و السب

فمثلك سيبقى بدون قلب

و لا تسبب لمن حولك التعب

فصوتك مزعج و ريح تهب