يشكو الحب المفقود
أليس هو من بدد الوعود؟
و بسط الشر و بنى السدود؟
إذا ذهب الحب أبدا لن يعود
أليس من أبدل المودة مكرا؟
و خاصم من بعد اليوم شهرا
و قال "أنا قوى لا اقبل عذرا
و آمر ..فمن يخالف لى أمرا
يكن عدوا و أكسره كسرا"
و رد الهفوة عقوبة و حربا
و ظن ثم جعل الظنون صوبا
لما قطَع أواصر الود إربا
أصبح وجوده اعظم كربا
فعافته النفس و كرهته قربا
جعل الرحمة رداء الضعفاء
و هيهات أن يقبل ضعفا
يشيح بوجهه لن اقبل أسفا
فلتحيا القسوة تحيا تحيا
ثم صنع لنفسه كرسى الملك
و حطم تحته كل شيء مشترك
آلآن تبحث عن قلب محب؟
و يد تحنو و روح تدب
تشكو البعد و أنت من ابتدعته
و تسأل لم الخصام و أنت من بدأته
جعلت الخصام أساس الحياة
و عادة مستمرة بلا نهاية
اعتدت الخطأ ثم نسامحك
تعرض عنا و نحن نقبل عليك
ما أشد غرورك و ما أقبحك
الى متى التكبر و أنت مفكك
ستبقى دهورا و أنت تائه
تجوب البلاد تجوب الزمان
تبحر فى طيات الذكريات
تتحسر على آثار حب محترق
تمسك بقية من رماد ثائر
تجيد فنون الملاحة و الإبحار
لكنك عن السير فى الحدائق قاصر
يزعجك الغناء و لحن الطيور
تريد الصمت صمت القبور
لا بل صمت الموت الدائر
القبور قد يذكر الله بها ذاكر
قد يخشع بها بشر زائر
و قد تحفها طيور السلام
لكنك للحرب مشعل آثم
تريد القتال و سفك الدم
و كسر القلوب و نشر الألم
تريد الزهو و وهم البطل
و ما البطولة إلا تسامح سهل
و نصر لمبدأ و زرع للأمل
و إقالة العثرة و تخفيف حمل
فتعلو المكانة و يتجلى الأصل
أما أن تقسو و تنتظر الحب
فهذا سراب و قلة لب
غرور طاغ و مستتب
فكف عن الشكوى و السب
فمثلك سيبقى بدون قلب
و لا تسبب لمن حولك التعب
فصوتك مزعج و ريح تهب