تصور..
فى يوم من أيام البرد
فى شهر يناير
فى شهر غر
منتصف الاسبوع
بعد العصر
أعلن السيد و قرر..
قد تم فتح الباب الأكبر
لرياح الغدر
و صراعات و عواصف شر
و نفوس تعوى و ذئاب القبر
...
فى اليوم التالى..لليوم الأبتر
جاءت همهمة لا تسمع
و أسرار أبدا لا تنشر
تشى ببوادر..للكره الأغبر
و سألنا العسس عن الخبر
ماذا حدث و ماذا انكسر؟
جاءنا الخبر يستحى من سوء المنظر
و كآبة الصدمة و هول القدر
أن عيون الشر احمرت
و أنياب القسوة برزت
و جذور العنف تعمقت
و سكينة نفس قد غرقت
بعدما ...فى الوحل غرست
و بذور المكر أنبتت
سيقانا ملتفة بالشوك ازدحمت
حامت حول الكل و خنقت
روحا فرحة ..
و طمأنينة نفس تاهت
بلا شفقة .. بلا رحمة
...
أنه قد وقع الاختيار
على ثلاثة من الشطار
ليذهبوا بعيدا عن الأنظار
فما عادوا ذوى جدوى
و أصبحوا عندنا من الأصفار
و ليتركوا إذن القطار
و هذا أول المشوار
...
الأولى جرفتها الصدمة
بين أمواج ذل و دوامات قهرت
غابت الكلمات فما نطقت
و استدرات فى صمت..
ثم انهمرت سيول الدمع و غمرت
و أحاطتها نظرات عزت
و طاردته لعنات صبت
فالتزمت بيتا و حيطانا أربع
تجتر الذكرى و سنينا تتبع
بين ذهاب و إياب
و صديقات و أصحاب
نصل السكين يجرح
يترك نفسا تترنح
..
و الكوابيس تطاردها
أفكار سود تلاحقها
و الحسرة تصبغ أيامها
هو و الدنيا.. الكل عليها
..
هى بالأمس كانت معنا
و اليوم باعدت بيننا
هذا حديثنا فاسمعنا
لا نرضى بالذل أبدا
سيأتى يوم قريب جدا
و ستندم.. لم فعلت هذا بنا؟
..
الثانى. شاب قد دمر
بالهمة كافح لم يقصر
رأى سوءا ..قال سأصبر
دم المظلوم أبدا لا يهدر
وسط الأشواك حاول السير
و لملم الأشياء ..و ما تبعثر
...
و الثالث ينفى و يكذب
خوفا من مستقبل مجدب
كلمات الشر تسبق
طريقا يسلكه مضطر
يدفع تهمة لا تلصق
و القلق محيط و الحزن أكبر
مستقبل مظلم و القادم أكثر.
.....
تعسا للأرض و ما ضمت
من ناس للغير احتقرت
أطاحت بالكل و حرقت
دنيا الغاب للخير هدمت
لم تشفع أيام مضت
و علاقات و مشاعر ولت
...
شزرات الشر اشتعلت
بنفوس فى الغى استمرت
منظومة حلقاتها اكتملت
تعسا للظلم و من ظلما....