و كل بناء بعدها مائل
و كل ذى لب يبر أمه
هنيئا له فهو لرضاها نائل
قبل أن يطوى الردى جبينها الوضاء
و يختفى حسنها و تجدب الفيحاء
و تنقطع دعوات قلب مشفق
و يخبو صوت أم لربها تتبتل
فتنتهى آخر قطرة فى بحرها الرائق
كان دوما عطاؤها يتواصل
ألا ليت شعرى هل أراكِ ثوان
أم أغمض عينى و أرخى جفونى
هل لى بلقاء يجمعنا معا
بعد أن كان منى القلب رؤيتك
و القرب منك و تقبيل يدك
حال بيننا برزخ و حوائل
و كل قلب بعد قلب الأم خادع
مهما تظاهر و أقسم القائل
أن حبه فاق حب الورى
لكن الأيام تجيب السائل
عن الحقيقة و القول الفاصل
أن الحب الحق من الأم نابع
و انطفأت شمعة الأفراح عندى
سكبت الدموع لم تشف لوعتى
تكاثر الأعداء بعد أن غاب الصديق
و برزت أنياب وحش طليق
أحاط بنا و سد الطريق
لو تعلمين ما حل بنا
انغرست فى الطين أقدامنا
و جرحتها الأشواك فدمت
بعدما كنا فى مكان حصين
حدقت عيون الشر صوبنا
و نالت سهام الظلم منا ما طالت
تجرأت علينا نفوس ذليلة
لولا ذهابك ما تربصت بنا
و لا لعابها طمعا بنا قد سالا
يهاجم الذئب الغزال الشارد
و يهابها إن كانت فى جماعة
ها قد علا صوته تبجحا و خبالا
بعدما كان لوجودك مرتاعا
من سيبلغك شوقنا و حبنا
من ينبئك أن الحسرة ساكنة
أعاصير الندم قد حطمت أبدانا
هل تعلمين أمنا أننا
يسقط منا الدمع فلا نجد من يكفكف
فلا يدا حانية و لا بسمة تخفف
و تأتى أسباب السعادة و لسنا بها نشعر
لحظات النجاح لا طعم لها
فما معناها إن لم تشاركينا المشاعر
دقت الذكريات شغاف قلبى الآسف
و سردت أحداثا مضت و لطائف
لعلها تطمئن نفس كسير خائف
دعوت دمعى المتحجر أن انطلق
فى لحظة صمت أويت إلى نفسى
اكتم الأحزان كى لا تتضاعف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق