السبت، 11 أبريل 2009

مواكب الحياة

هل حاولت ليلة أن تفترش العشب الأخضر و تتخذ من الفضاء الرحب و السماء الزرقاء غطاءاً و أن تنسى كل ما حولك من هموم وآلام ، طموحات و أحلام متجرداً من كل قناع متجنباً زيف الحياه وغرورها ، لا تستمع إلا لسكون الليل و خفقاته و نغمات الناى التي تكسبه سحراً و تزيده بهاءاً؟ إذا أردت التجربة فانضم معنا إلى "مواكب" جبران خليل جبران و المنطلقة بنا فى محطات الحياه المختلفة – قصيدة "المواكب" من أروع ما كتب خليل جبران و هى ملحمة شعرية بناها على تناقضات الحياه فهى تدعو إلى العودة إلى أحضان الطبيعة و بساطتها و التى تفوق القيم الزائفة للمجتمع المتحضر و تظهرفيها تجربتة العميقة في الحياة و الوجود .... و سوف نستعرض بعض أبياتها

هل فرشت العشب ليلاً ** و تلحفت الفضــــــا
زاهداً فيما ســــــــيأتي ** ناســياً ما قد مضى
و سكوت الليل بحـــــر ** موجه في مســمعك
و بصــــــدر الليل قلب ** خافق في مضجـــعك

هل تخذت الغـاب مثلى ** منزلاً دون القصــور
فتتبعت الســــــــــواقي ** و تسلقت الصخـــور
هل تحممت بعطـــــــــر ** و تنشفت بنـــــــــور

ليس فى الغابات حزن ** لا و لا فيها الهمــوم
فإذا هب نســــــــــــيم ** لم تجئ معه السمـوم
ليس حزن النفـــــــس ** إلا ظل و هم لا يدوم
و غيوم النفس تبــــدو ** من ثناياها النجــوم

ليس فى الغابات علم ** لا و لا فيها الجهــول
فإذا الأغصان مــالت ** لم تقل هذا الجليــــــل
أعطنى النـاى و غنى ** فالغنا خير العلـــــوم
و أنين النـــــاى يبقى ** بعد أن تطفا النــجوم

ليس فى الغــابات حر ** لا و لا فيها الذليـــل
إن بالأنهار طعمـــــــاً ** مثل طعم السلسبيـل
و بها هول و عـــــزم ** يجرف الصلد الثقيل
و أخيراً فلننس كل ما قلنا و لنعد إلى عالم الواقع فلا جدوى من الكلام..

أعطنى الناي و غني ** و انس ما قلت و قلنا
إنما النطق هبـــــــاء ** فأفـدني مــــــــا فعلتا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق