الجمعة، 19 يونيو 2009

كن بلسما

هل يصح أن يكون الإنسان مرآة لغيره من الناس؟ إن أحسنوا أحسن إليهم و إن أساءوا أساء؟

هل يرضى من يربط العطاء بالجزاء بأن يكون أقل من الزهرة الفواحة بالعطر الجميل تمتع كل من حولها أو الطير الشادي عذب الصوت يطرب السامعين، هل تنتظر هذه المخلوقات الشكر من الناس؟ كلا .. إنها فطرتها التي فطرها الله عليها، فقد ألهمها الله سر الحياة: أن السعادة في العطاء لا الأخذ... ألا يتعلم الإنسان من الطير و الزهر فيكون بمثل هذا النقاء و الصفاء؟

إن كانت الدنيا من حولك تفيض مرارة و خبثاّ، قسوة و لؤماً، فلتكن أنت اللسان العذب و القلب الحنون و العلاج الشافي لأحزان الحياة، بالكلمة الطيبة تلين القلوب و البسمة الحانية تزيل الخطوب و جفاء المشاعر بالرفق يذوب... و ليس هناك من دواء آخر.

و قدم المحبة للجميع.... ألا يكفى ما للحب من


مآثر؟


بالحب تشرق الدنيا و تزدهر و تصبح الأشواك حريرا و الفقر غنى و البيت الصغير قصرا و ينعكس جمال الروح على الحياة فتراها جميلة رغم كل شيء.


كن بلسما إن صار دهرك أرقما *** و حلاوة إن صــــــــار غيرك علقـماً

أحسن و إن لم تجز حتى بالثنـــا *** أى الجــــــــزاء الغـيث يبغي إن هما

من ذا يــــــكافئ زهــــرة فواحة *** أو من يثيب البــــــــــــلبل المتـرنما؟

عد الكــرام المحسنين و قســــهم *** بهما تجد هذين منهما أكـــــــــــــرما

يا صاح خذ علم المــــحبة عنهما *** إني وجدت الحب علـــــــــــــماً قيماً

أحبب فيغدو الكوخ قصــــراً نيراً *** و ابغض فيمسي الكون سجناً مظلماً

لا تطلبن محـــــــــبة من جـــاهل *** المرء ليس يحب حتى يفـــــــــــهما


****ايليا أبو ماضي****


لتكن أنت الأفضل،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق