الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

فراشة و زهرة



أيتها الفراشة الزاهية

أهنئـك....
فقد تحررت أخيرا من الجاذبية
التي كانت تشدك لتلك الزهرة الرقيقة
الزهرة التي تفتح أوراقها مع الإشراقة
و تغلقها عند حلول الظلام
أغمضتى عينيك بقوة
أيتها الفراشة الذكية لبرهة
لئلا تبهرك أنوار تلك الزهرة المضيئة
و لما ابتعدتى عن مركز النور
كنتى كاملة الإبصار بلا تحيز و لا انبهار
لما ابتعدتى عن مركز الجاذبية
أصبحتى من الأحرار

أيتها الفراشة الشجاعة

أحييك...
لقد تحملتى آلام البعد
عن نبع سعادتك و روح حياتك
و السلسبيل..
الذى تتجدد مياهه دوماً
فتطرد الملل و عطش الصبار
و اطمئنى..
فرحيق الأزهار
واسع الانتشار
سيصل إليكى مع الهواء
أو عبر الأنهار

أيتها الفراشة البعيدة
أراقبك..
كم أنتى حكيمة
رأيتى الدنيا من على البعد
فعرفتى الحقيقة
أن الزهرة مكانها فى الأرض
و الفراشة فى الأجواء السعيدة
أن الزهرة ثابتة
و الفراشة حركتها أكيدة
فلن تطير الزهرة و لن تستقر الفراشة
تلك طبيعة الحياة

وسوف تغلق تلك الزهرة المهجورة
أوراقها للمرة الأخيرة
وعندما يشرق الصباح
تكون قد قررت
أن تبقى كما هي
مغلقة إلى الأبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق