الثلاثاء، 19 يناير 2010

الياس

موهوم من ظن أن الغنى في المال الوفير أو الولد الكثير أو الزواج و المصاهرة من منصب كبير، مخطئ من ظن أن ملاحقة الناس بالطلب و استجداء نفعهم و انتظار أيادي عطائهم سوف تمنحهم العزة المنشودة.

فالعزة فى الكرامة ..و الكرامة في عدم إراقة ماء الوجه فى الطلب من هذا و ذاك ... إذن ممن يكون الطلب؟ و لمن يكون التذلل ؟ لله المعطى الوهاب

فالرزق بلا شك يطلب صاحبه؛ لا يغيب عنه و لا يحيد ، يعرف طريق إليه و لا يخطئه؛ و مقسم الأرزاق قد اختار الأفضل و الأنسب و بالحكمة البالغة قدر و رتب ، و توقيت وصول الرزق عند الله مسجل و مكتوب. فكيف يرجو غير الله و عند الله الخير كله؟

الناس يخذلون.. كم من إنسان خيب الرجاء و حطم الأمل ، كم من مسئول أدار ظهره و انصرف مؤثرا راحته و مصلحته على مصالح الآخرين و هروبا من المسئولية حتى من ذوى القربى و المعارف و استهانة بمشاعر من يلجأ إليه.

و الفرق كبير بين طلب الأشياء من الناس؛ معظمهم يقابل الطالب بالضجر و الملل و ربما المن و الأذى، و بين الطلب من الله الذي أوصانا بالإلحاح في الطلب و علمنا الأسماء الحسنى لندعوه بها.


 

اضرع إلى الله لا تضــــــرع إلى الناس *** و اقنع بيأس فإن العز فى اليـاس

و استغن عن كل ذى قربى و ذى رحم *** إن الغنى من استغنى عن النــاس

فالرزق عن قدر يجرى إلى أجـــــــــل *** فى كف لا غافل عنى و لا ناسى

فكيف أبتاع فقراً حــــــــــــاضراً بغنى *** و كيف أطلب حـاجاتى من الناس


 

هناك تعليق واحد:

  1. نسيء الأدب مع الله بعدم التوكل عليه حق التوكل و ضعف الايمان بوعده.
    جزاك الله خيرا علي هذه الكلمات ووفقنا الي العمل بها.

    ردحذف